التبادل الاعلاني

ثمة
في حياتنا تعبيرات هي من القوة إلى حد اختصار فلسفة الحياة بتعقيدها
وبساطتها ... فحين يبرع البستاني في زراعة وتنمية النباتات يقال عنه :
إن له يداً خضراء ... والإنسان إن كان من أهل الخير والعطاء فقدم خدمة
سامية لمن حوله ودون مقابل سواءً أكانت مادية أم معنوية بخبرته
الحياتية أو بعلمه يقال عنه : إن له يداً بيضاء ...

اليد هي اليد ... فلننظر كيف نلونها ؟؟!

اليد الخضراء تزرع الأمل في نفوسنا وأرواحنا إذا ما وهبها الخالق لصاحب
أو لصاحبة قلب له ذات اللون الأخضر ... فكم من معلم غرس في نفوس
تلاميذه خضرة أبدية قابلة للشتل والزرع من جديد ... وكم من شاعر ومفكر
وأديب أحيت قصائده أو فلسفته أو أدبه بما فيها من صور وحكمة وتجربة
مواطن الأمل في قلوب القراء عبر العصور ... اليد البيضاء قد تنتشل
إنساناً من مكان بائس إلى آخر أكثر جدوى ... وكم من يد بيضاء غيرت في
مساراتنا ومنعطفات حياتنا ما لا يعد ولا يحصى ... ماهي إلا نظرة أو
موقف متأمل يضيء عمرنا ... كشعلة بروميثيوس ... فينكشف أمامنا الحجاب
وترتفع عن أعيننا الغشاوة ... فتلمع اليد أمامنا ملهمة ومرشدة ... أما
أصحاب الأيادي الملوثة بالدم والسواد فإنها تمتد أول ما تمتد إلى رقاب
أصحابها لتخنق فيهم حس الحياة وبهجتها ... واضعة قلوبهم بين فكي وحش
الغيرة والحسد والهم فتجدهم عاجزين عن التسامح والمغفرة ... يمضون
أعمارهم في مراقبة الآخرين ... والتآمر على الناجحين من حولهم وإذا
ما اتيح لهم الوقوف صراحة أمام مرآة الحقيقة ... فسيرون ملامح لهم في
غاية البشاعة والقبح ... وسيكتشفون الفرق بين آياديهم وماجنته ... وبين
أصحاب الأيادي الخضراء والبيضاء وما قدمته ... فالطريف أن أصحاب
الأيدي الخضراء والبيضاء هم في منتهى الرضا والقناعة والمبكي أن أصحاب
الأيدي الأخرى هم في غرور وادعاء ظاهرين

» اسباب تنميل اليد
» تنميل اليد : هل ينذر بمرض ما ؟

**التبادل الاعلاني**

اليد هي اليد ... فلننظر كيف نلونها ؟؟!

التبادل الاعلاني